(( إلاّ تنصروهُ فقد نصرَهُ الله إذ أخرجَهُ الّذين كفَروا ثانيَ اثنين إذ
هما في الغار إذ يقولُ لصاحبِهِ لاتحزن إنّ الله معنا فأنزَلَ الله
سكينَتَهُ عليهِ وأيّدَهُ بجنودٍ لَّم تَرَوْها وجعلَ كلِمةَ الّذينَ
كفروا السفلى وكلمة الله هي العُلْيا واللهُ عزيزٌ حكيم)).{التوبة:40}
رسالة صدقٍ إلى الصدِّيق
"ذكرى باقية مابقي القرآن"
حـَســبي من الكـلِـمـات والأشـعارِ
قَـوْلٌ يُـتــوّج صِــدْقُهُ مشــواري
.
أرجُـو بِهِ صفْحاً يُجفِّفُ بحْرَ معصيَتي..
وعِــتْــــقــاً مــن عـــذابِ الـــنــارِ
أُهـديــه لـلصـدّيــقِ في فرْدوْسِــهِ
نِـعـم الـمقيــم ونـعم عقبـى الـدارِ
في مقعدِ الصدْقِ الذي قد حفَّهُ..
الرحمن بـالجــنَّـاتِ والأنـهـارِ
لِـمَ لا؟ وقد لقيَ الرسولَ مصدّقاً
ولـقـوهُ بـالـتـكذيـــبِ والإنــكارِ
لِـمَ لا؟ وقد واسى الرسولَ بقوْلِهِ،
وبـمـالِـهِ ، وبـسـيْـــفِه ِ البتــَّارِ
نـزَلَ الـكِــتــابُ مُخَلِّـداً لصنيــعِهِ
نَــتـلوهُ في الإصــباح والأســحارِ
في آيِـهِ ذكرُ الـذي صَحِبَ الحبيبَ..
عـلى المشــقَّةِ إذ هُـمـا في الغارِ
تـرك الـسـيادَةَ والثـراءَ مُهـاجِـراً
يــرجــو جــزاءَ الــواحــدِ الـقـهّارِ
ما ضرَّهُ لو أنّهُ لقيَ الرسولَ..
كـغـيـــرِهِ - بالصــدِّ والإدبـارِ؟
لكنّ قلبَ الشهْمِ حين يرى الحقيقةَ..
يـسـتـهـيــنُ بـكـثْـرةِ الأخـــطــارِ
شـربَ المصاعبَ راضياً..متقبِّلاً
ما يـَـرتــضِـيـــهِ مُقــدِّرُ الأقــدارِ
فأتاهُ نَصْـرُ اللهِ والفتحُ الـذي
بالحقِّ كسّرَ شــوْكةَ الفُــجّارِ
خَـلََفَ النبيَّ على رضا منْهُ ومِمَّن..
هاجروا، وعلى رضــا الأنــصارِ
فحَمَى حِمى الإسلامِ حين ارتدَّ أكثرُهم..
وثـــبّـــــتَ مِــــلَّــــةَ الأبـــرارِ
كالفارسِ المغوارِ لا يخشى العدا
أنـــعــم بـهِ مـن فارسٍ مـغـــوارِ
لــولاهُ بـعـــدَ اللهِ لـَـو أحـصـيْـتَـنـا
لَـوَجَـــدْتَ أكـــثـــرَنا مـن الـكُــفّارِ
يـا شــاتِمَ الصدّيـقِ كيـفَ شتمْتَهُ
وقد اصـطفاهُ مَن اصـطفاهُ الباري؟
أبَلَغتَ مَبْلغَهُ من التصديقِ،..
والإيمانِ، والإنفاقِ، والإيثارِ؟
يَكفيهِ كفُّ أذى قريشٍ - رغمَ شِــدَّةِ..
بـأسِــهـِم - عن سيّــد الأطـهارِ
يا سيّدي الصدّيق طِبْتَ وطابَ منزِلُكَ..
الـلـصيـــقُ بـمنــزلِِ المُخـــتــارِ
جــاورْتَــهُ حـيّــاً وميْـتاً - رغـمَ ما
قـالَ الـعـدا - فانــعمْ بخيــرِ جــوارِ
مشعل الزعبي